قال تعالى ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادهم رهقا )
صدق الله العظيم
من العادات الغريبة التى دخلت إلى الثقافة العربية طقوس الزار والذى عرفه العالم العربى فى فتراته المتأخرة ولم ترد إشارات عنه أو وصف مقارب له .
عبارة عن حفل لطرد الأسياد ( كما يطلقون عليها ) التى تتقمص الأشخاص ، أو أسترضائها بتقديم الأضاحى وقرابين وأداء رقصات إيقاعها سريع على دقات دفوف صاخبة على أعتقاد بأن استحضار هذه الأسياد وبأفصاحها عن اسمها تفقد قوتها .
ظاهرة أجتماعية تفشت فى مجتمعاتنا بصورة كبيرة وكثر الجدال حولها وحول حكمها الشرعى ورأى الدين فيها وتقييم الناس لها مابين معارض وموافق .
يقول أحدى المتابعين لهذه الظاهرة أن الزار ظاهرة أجتماعية ناتجة عن أعتقاد نفسى كامل بوجود قوة خفية من الأرواح من غير الجن والشياطين تحل وتسكن فى الإنسان ذاته وتعلن أنها تريد بعض المطالب أو مايسميه أهل الزار بالطلبات من الفرد لتزيح عنه أى حالة مرضية ( حسب أعتقادهم ) غير طبيعية وبمجرد حلول هذه الأرواح فى الفرد فأن شخصيته تصبح مطابقة للروح التى حلت فبه وحينها نجده يتحدث بلسان هذه الأرواح ويخضع لتصرفاتها وسلوكها .
وهنا نقطة هامة يجدر الإشارة إليها وهى أن هذه الأرواح أو كما يسمونها ( روح الزار ) أو الريح الأحمر لا تفارق الشخص المدستر أو المريض حتى بعد أجابة طلباتها وتنفيذها بل تدخل معه فى ما بشبه الصلح ويعود بعده المريض إلى حالته العادية لفترة ثن تعود لإزعاجه مرة أخرى بعد فترة حتى تصبح هذه الطلبات نوعا من الأبتزاز الذى لا نهاية له .
[color=red]أما عن طبيعة ووظائف هذهالظاهرة ؟
إن أهم شخصية لها وزنها فى عملية الزار هى الشيخة ويسمونها ( شيخة الزار ) وأحيانا يقوم بدور الشيخة رجل يسمى ( شيخ الزار ) ، وفى الغالب الأعم تكون الشيخة أمراة وتكون لها مساعدات يعملن تحتها وغالبا ما تربطهن بالشيخة الكبيرة صلة قرابة أو نسب وتحص الشيخة على هذا المنصب بعد أن تقضى فترة طويلة كمساعدة لشيخة زار أخرى ، وبعدها يتم تفويضها من قبل الشيخة القديمة لتحى قسما خاصا بها لنشاط الزار وهذا التفويض يعنبر أهم شرط من شروط تتويج الشيخة كشخصية قوية ومئثرة على المعتقدين فى الزار خاصة النساء الائى يمثلن الغالبية العظمى .
كما يقع على عاتق الشيخة الإشراف التام على حفلات الزار وإعدادها وتشخيص الزار ومعالجته لأنها بمثابة الوسيط أو حلقة الوصل بين أرواح الزار وبين الذين يحل فيهم الزار وتتمتع الشيخة بحضور قوى وصوت جميل مؤثر على مشاعر الحاضرين .
كما هناك مجموعات للزار وهى نوعان من الأرواح فهناك أرواح الريح الأسود ويقصد بها مجموعة أرواح الجن والشياطين والتى يعتقد بعض الناس أنها تسبب الجنون عندما تحل بإنسان ما ولا يعالج إلا بأخراجها من جسده ويتصف صاحبها بقذارة الملبس والبعد عن النظافة ، أما النوع الثانى هو أرواح الريح الأحمر ، ويقصد به مجموعة الأرواح الأخرى دون الجن والشياطين والتى حين تمس فردا بعينه تسبب له أختلالا نفسيا أو قلقا نفسيا ، والذى قد يصل إلى لحد فقدان العقل وعلاجه يتم عن طريق شيخة الزار وذلك بإقامة حفل زار أو ذبح كرامة كما ذكرنا سابقا أو التردد على حفلات الزار والنزول فيها ومن الحالات الخفيفة على إشعال البخور فقط وتتسم بانها نظيفة وتحب الفرح والأشياء الجميلة .
وهنالك عدة أنواع لحفلات الزار تقام فى حالات خاصة مثل :
حفل زار خاص أوكرامة وتقام عندما تحدد شيخة الزار إصابة المريض بالزار ويكون الحفل مفتوحا للجميع .
حفل زار عام عام ويتم عندما تكون هناك رغبة جامحة عند المدسترين بإحياء حفل حفل زار وغالبا ما يكون عند أنقطاع حفلات الزار الخاصة .
وهنالك حفل زار سنوى فى شهر رجب تقيمه الشيخة فى العاشر من رجب بمناسبة أنتهاء العام لنشاط الزار ففى شعبان ورمضان خاصة يتوقف نشاط الزار .
والتفسير الوحيد لهذا المسلك بأن الجن والشياطين وأرواح الزار تكون مقيدة فى شهر رمضان .
عادات وطقوس الزار:
أولا تقوم الشيخة بتحديد موعد قيام حفل الزار وإخطار أهل المريض فى حالات الزار الخاصة ويتم حضور المدعوين سواء أكانوا من مرضى الزار أو غيرهم فى الثانية ظهرا لأن حفلات الزار عادة ما تبدأ فى حوالى الثالثة بعد الظهر داخل منزل الشيخة أو منزل المدستر ويكون داخل غرفة طويلة مغلقة ( غير مكشوفة ) ومن أهم معدات الزار الطبلة وهى الأداة الرئيسية وإحضارها من اختصاص الشيخة وتقوم بالضؤب عليها مساعدة الشيخة والكشكوش وتضرب عليه أيضا إحدى مساعدات الشيخة والمبخر والبروش للجلوس عليها والعصا للنزول بها والكرسى وهو من معدات الحفلات الخاصة ويقصد به طلبات الزار التى يحضرها أهل المكرم كهبة للزار ، وتوضع فوق الكرسى وتغطى بقماش أبيض حتى يحين موعد بداية الحفل فتقوم الشيخة بإزالة الغطاء عن الكرسى وتقوم بمعاينته وعند التأكد من تمام الطلبات تأخذ مكانها قرب الطبلة ويبدأ الحفل وتكون بداية الحفل بعد دق الطبلة بترديد أو غناء كلمات معينة ويردده وراء الشيخة مساعداتها وجميع الحضور ويستمر لفترة مابين الثلاث او الخمس دقائق وهى قابلة للزيادة والنقصان فى بعض الأحيان وينزل المريض او المدستر .
أصل الزار :
كثيروم من مرتادى الزار او المعتقدين فيه يعتقدون أن هناك ضلة وثيقة بين الزار والدين الإسلامى على أساس أنه فى حد ذاته طريقة علاج وفق العرف الدينى ، ولكن هذا خطأ كبير لا يمكن تجاوزه إذ أنه لا توجد أدنى صلة من قريب ولا من بعيد بين الزار والدين الإسلامى لأن الزار بكل حيثياته وطقوسه لا يتمركز على أى قاعدة دينية بل ليس له ما يبرره من الناحية الدينية فالطريقة التى تتبع لمعالجة أمراض الزار وما يصاحبها من طقوس ونشاطات كلها مخالفة لشرع الله من رقص وغناء ودق طبول والتبرج السافر والأختلاط غير اللائق ومسح الدم على الجبين ومنع الذبائح من ذكر اسم الله عليها فالذبائح تقدم قرابين لأرزاح وشياطين الزار وهذا يدخل فى جملة البدع والأعمال الشيطانبة التى تشغل الناس عن دينهم وتعوق عبادتهم وتصدهم عن طريق الرشاد وفعل الثواب لأنها لا تربط الفرد المصاب بأى شعيرة دينية من صلاة أودعاء أو اآ وسيلة تقرب إلى الله أو طريقة علاج قرآنية مثلى .
خلاصة القول هنا ان عملية الزار وما يصاحبها من نشاطات وإعتقادات ما هى إلا ابتزاز شيطانى يتم عن طريق الفرد المصاب للحصول على الطلبات تنفيذا لرغبات أرواح الزار الشيطانبة التى لا حد لها ولا نهاية .
[color:e89b=red:e89b]التفسير الدينى للداعية : على الشمرى .
يقال ان كلمة الزار ( ZAR) ماخوذة من مسيحى إفريقيا ومعناها الروح الشريرة وهم أخذوها عن عبدة الأوثان فإذا كان كذلك فمتى صار أبناء المسلمين والعرب ياخذون أمثال هذه الخرافات من غيرهم ويسمونها علاجا أو رقى .
كما أن الزار بصورته وطقوسه الذى يظهر أنه تعامل مع الجن المحرم فهو يشبه الكهانة أو السحر وكلاهما كفر محرم فى شرعنا وقد نهى النبى ( صلى الله عليه وسلم ) أن يئتى الكاهن حيث إنه لا تقبل ممن يفعل ذلك صلاة أربعين ليلة وإن صدق الكاهن فقد كفر بما أنزل على محمد ( صلى الله عليه وسلم ) .
وأيضا شيخة الزار ربما تدعى أنها تشفى المرض بنفسها وهذا كفر لأن الشافى هو الله أو لابما مريضها يعتقد أنها هى الشافية فيشركها مع الله .
والله سبحانه وتعالى يقول لنبيه محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ( قل إنى لا أملك لكم ضرا ولا رشدا ) فإذا كان النبى صلى الله عليه وسلم لا يملك النفع والضر بالعباد فكيف بعباد الله أن يملكوا ذلك .
الجمعة نوفمبر 24, 2006 9:36 am
