إن هذه أمثلة بسيطة من الإمكانات التي يمكن الحصول عليها عند العمل بهذا العلم الواسع . و لعل قائل يقول إن هذا العلم هو من صنع الإنسان و أنا أقول له هذا الكلام صحيح و لكن كل علم اكتشفه الإنسان و اثبت مصداقية و قوانين و نتائج فهو أكيد من صنع الله سبحانه و تعالى عرف هذا العلم من عرفه و جهله من جهله و إن عدم المعرفة بأشياء أو العلوم لا يعني عدم و جودها ثم إن ما يظهره مستخدمي هذا العلم من نتائج لها مصداقية يعني أن هذا العلم علم حقيقي أما من يقول غير هذا فرأيه يطرح جانبا و لا يؤخذ به.
إن كل المسلمين يقرأون القرآن الكريم و يجدون فيه فواتح السور في بداية الآيات مثل ( ألم , المص , كهيعص ,……) و لكن لم يتم معرفة سبب و ضعها في القرآن الكريم لحد الآن و لو أن بعض علماء المسلمين قد أعطى بعض ما يعتقد سبب وضعها في أوائل السور ( و أنا لا اعني إني قد وجدت سبب و ضعها و لكني سأستفيد من هذه الفواتح في هذا البحث ) ولعل ما سأذكره من فائدتها هو نقطة في بحر فوائدها و إن الله له حكمة في وضعها في القرآن الكريم.
حيث سأقوم بجمع قيمة كل حرف من حروف الفواتح المذكورة في القرآن الكريم ( على طريقة أبجد هوز حطي …….) و التي وجدت إنها تسـاوي ( 3385 ) . و في هذا الكتاب سأقوم بالاستفادة من جميع القيم العددية و العمليات الحسابية التي تفيد بحث موضوع الكتاب . المعروف كما ذكرت سابقا إن الله سبحانه و تعالى قد انزل القرآن الكريم و إن ترتيب آياته و سورة و عددها و مكان كل سورة و آية و عدد كلمات كل آية هو منه سبحانه و تعالى و أن الإنسان ليس له دخل في هذا الترتيب وان لله الحكمة في هذا الترتيب ولا يمكن لأي إنسان أن يدعي إن هذا الترتيب قد جاء بطريقة عشوائية أو بالمصادفة وكذلك نعرف أن في القران علم ظاهر و علم باطن فالعلم الظاهر هو ما نقرأ في القرآن الكريم فأين العلم الباطن الذي في القرآن الكريم .
إن لكل سورة من سور القرآن الكريم لها مفاتيح يستظهر منها بعض من هذا العلم الباطن و إن الله يهدي من يشاء من عباده إلى بعض هذه المفاتيح أو كلها و طبعا إن عملية إظهار هذه المفاتيح لها طرق خاصة في كل سورة و تستخرج من السورة نفسها وأن المحك الذي يثبت صحة هذه المفاتيح هو بالتطبيق العملي لها على السورة و في الحقيقة أنى لن أقوم بشرح كيفية أيجاد المفاتيح ما عدا شرح بسيط للمفتاح الأول لأنه ضروري في طريقة العمل و حتى يفهم القارئ على أي أساس تم و إن صحة النتائج التي تظهر ستثبت صحته وقد يقول بعض الناس لو كانت هذه الطرق صحيحة فلماذا لم يقوم علماء المسلمين بالعمل على معرفتها و الاستفادة منها في خير الإسلام و المسلمين و أقول لهم إن الله يفعل ما يشاء ( و لو إن أهـل البيت ( عليهم السلام ) قد عرفوا الكثير من العلوم من القرآن الكريم و عرفوا هذه المفاتيح ) كما أن رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) اخبر أن في آخر الزمان ستستخرج العلوم من القرآن الكريم وبما إننا في آخر الزمان فان هذا هو أوان ظهور هذه العلوم وهذا منها .
إن المفتاح الأول يستخرج من اسم السورة ( الكهف ) حيث أن المفتاح الأول موجود في الآيات التي تخص أصحاب الكــــهف وهـي تبدأ من الآية رقم (9 ) إلى الآية (26 ) نلاحظ أن الرقـــم (309 ) و الذي يمكن أن نسميه ( ثابت سورة الكهف ) الذي يمثل عدد السنوات التي بقي فيها أصحاب الكهف في كهفهم . نبدأ بحساب عدد (309) كلمة من بداية الآية رقم (9) التي بدأ فيها ذكر أصحاب الكهف فنجد إننا نصل إلى الآية رقم (25 ) ( و لبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين و ازدادوا تسعا ) و الكلمة هي ( ثلاث )هي الكلمة رقم (309) أي إن الله سبحانه و تعالى جعل عدد كلمات آيات ذكر أهل الكهف لغاية ( التصريح بعدد سنين لبثهم في الكهف ) مساوي لعدد السنين التي بقى فيها أهل الكهف في كهفهم . أي إن عدد الكلمات يساوي عدد السنين من هنا ندرك المفتاح الأول و هو المفتاح المهم ( و الحساب في عدد السنين ممكن أن يكون على أساس إنها سنوات هجرية أو ميلادية ) . و سأصرح بكل من المفتاح الثاني و الثالث ولكن لن اشرح طريقة إيجاده أو في أي آية و سأتركها لحين وقتها . أما المفتاح الثاني فهو إمكانية الجمع و الطرح بين عدد السنين و عدد الكلمات و الحروف . و المفتاح الثالث هو الذي بين الآيات التي فيها المفاتيح و هذا يعني أن للسورة مفتاحان رئيسيان هما الأول و الثاني . و ألان بعد أن عرفنا مفاتيح السورة نأتي إلى الآيات وعدد الكلمات لكل منها.
سنقوم أولا بأخذ الآيات التي تروي قصص من أكرمهم الله سبحانه و تعالى بالإخفاء عن أعين الناس ( مثل أصحاب الكهف و سيدنا الخضر عليه السلام) أو أعطاهم من العلوم و المعارف الربانية ( مثل سيدنا الخضر عليه السلام ) أو أعطاهم التمكين في الأرض ( أي السيطرة على مشارق الأرض و مغاربها ) ( مثل ذي القرنين ) فنجد إن الله سبحانه و تعالى قد ذكرهم في سورة واحدة في القرآن الكريم و هي ( سورة الكهف ) و هذه هي أرقام الآيات لكل منها :
1 – من الآية رقم ( 9 ) إلى الآية رقم ( 26 ) هي الآيات التي تم فيها ذكر أصحاب الكهف .
2 – من الآيــة رقم ( 65 ) إلى الآية رقم ( 82 ) هـــي الآيات التي تم فيها ذكر ســيدنا الخضر ( عليه السلام ) .
3 – من الآية رقم ( 83 ) إلى الآية ( 99 ) و هي الآيات التي تم فيها ذكر ذي القرنين .
وإن كل صفة تميز بها هؤلاء الذين أكرمهم الله سبحانه و تعالى بهذه الكرامات تنطبق على الإمام المهدي ( عليه السلام ) الذي نؤمن بخروجه في آخر الزمان . و لهذا فان احتمال أن يكون ذكر الإمام المهدي ( عليه السلام ) موجود بطريقة ما في هذه السورة ( سورة الكهف ) احتمالا كبيرا و هذه هي مهمة المسلمون لمعرفة أو إثبات هذا الأمر .
أرجو من القارئ أن يركز معي بصورة عميقة في ما سأذكره من دلائل حتى يصل إليه الهدف من هذا الكتاب . لنرجع إلى سورة الكهف و نبــــدأ بحساب عدد الكلمات من بداية أول ذكــــر لأصحاب الكــهف ( لأنهم أول من ذكر في السورة من الذين أكرمهم الله سبحانه و تعالى ثم إن السورة سميت بأسمائهم ) و من الآية رقم ( 9 ) فنجد أن عـــدد الكلمات من بداية الآيــــة و لغاية بداية التصريح بعدد الســـنين التي لبث أصحاب الكهف في كهفهم في كلمة ( ثلاث ) في الآيــــة رقم ( 25 ) ( و لبثوا في كهفهم ثلاث مائة سينين و ازدادوا تسعا ) يساوي ( ثلاث مائة و تسعة ) كـلمة ( و هو من آيات إحكام القرآن الكريم ) أي أن كل كلمة في السورة يمكن أن يحـــــسب كـ ( سنة ) و هذا كما قلت دليل من الله سبحانه و تعالى ستظهر فائدته لاحقا . إن الرقــــــم ( 309 ) المذكور في سورة الكهف هو الرقم الوحيد المصرح به ( بصورة مؤكدة ) في السورة .
و ألان لنستمر في حساب عدد كلمات بقية السورة وبعد كلمة ( ثلاث ) التي توقفنا عندها و لـــغاية بداية الآية رقم ( 65 ) التي يبدأ فيها ذكـــــر سيدنا الخضر (عليه السلام ) فنــــجد إنها تساوي ( 632 ) كلمة ( و أرجو أن تحفظ هذا الرقم و تتذكره جيدا ) . و ألان لنبدأ بإكمال حساب عـدد الكلمات من الآية التي فيها أول ذكر لسيدنا الخضـــــر ( عليه السلام ) في الآية رقـــم ( 65 ) ( لأنه ثاني من ذكر في سورة الكهف من المكرمين ) و لغاية بداية الآية التي ذكر فيها ذي القرنين في الآية رقم ( 83 ) فنجد أن عدد الكلمات هو ( 237 ) كلمــــة ( احفظ هذا الرقم جيدا ) . و ألان لنحسب عدد الكلمات من بداية الآية رقم ( 83 ) و التي فيها أول ذكر لذي القرنين و لغاية نهاية السورة في الآية ( 110 ) ( لان ذي القرنين هو آخر المكرمين من الله سبحانه و تعالى في السورة ) فنجد انه يساوي ( 323 ) كلمة .
و ألان اصبح لدينا هذه المجموعات من أعداد الكلمات في سورة الكهف مع العلم إن العدد الكلي لكلمات سورة الكهف هو ( 1580 ) كلمة .
1 – من الآية رقم ( 1 ) إلى الآية رقم ( 8 ) = 79 كلمة .
2 – من الآية رقم ( 9 ) بداية ذكر أصحاب الكهف لغاية التصريح بعـــدد سنين لبثهم في الكهف ( عند كلمة ثلاث ) في الآية رقم ( 25 ) = 309 كلمة