أتعرفون يا أصدقاء من هو قاضي الشعراء ؟
إنه الشاعر زهير بن أبي سلمى لقّبه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بهذا اللقب الجميل . أتدرون لماذا ؟
لقد قال الشاعر زهير بيتاً من الشعر هو من أجمل الأبيات الشعرية ، من قصيدة له همزية :
فإن الحق مقطعه ثلاث أداء أو نفار أو جلاء
يقول الشاعر : يُعرف الحق بثلاث : الأداء أي أن نؤدي الحق الذي علينا كاملاً غير منقوص ، أو النّفار أي أن ننفر إلى العقلاء من ذوي الرأي والمشورة لكي نحتكم إليهم عندما لا نستطيع تمييز الحق من الباطل من أجل أن يبينوا لنا الحق . وأخيراً يُعرف الحق ( بالجلاء ) وهو أن نكون معذورين في الأمور ، فنفعلها أو نتركها ولدينا عذر واضح مشروع لا يعترض عليه الآخرون لقد كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه معجباً بهذا البيت من الشعر الحكيم إعجاباً شديداً
وقد أيد الإسلام ما قاله الشاعر ، وأكده ، وعلى الرغم من أن زهيراً كان شاعراً جاهلياً .
وكان عمر يعد زهير بن أبي سلمى أشعر الشعراء ، لأنه كان لا يعقّد الكلام ، ولا يأتي بالغامض الغريب الوحشي منه ، ولا يمدح الرجل إلا بما فيه .
يروي أن رجلاً قال لزهير :
- إني سمعتك تقول لممدوحك هرم بن سنان :
( ولأنت أشجع من أسامة إذ دُعيت نزال ولج في الذعر )
فكيف جعلته أشجع من أسامة أي ( الأسد ) وأنت لا تكذب في شعرك ؟
فقال زهير :
- إني رأيته فتح مدينة وحده ، وما رأيت أسداً فتحها قط .